مواطنون ... دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق
و موتى دونما كفن
نحن بغايا العصر .. كل حاكم
يبيعنا ، ويقبض الثمن ! !
نحن جواري القصر ، يرسلوننا
من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من هالك لهالك
من وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن عائلة تعيلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
و حولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم ، وشاخوا
و هم يفتشون في المعجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبير ..
تدعى الوطن
ـ 2 ـ
مواطنون نحن في مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعمنا ، شرابنا
عاداتنا ، راياتنا
صيامنا ، صلاتنا
زهورنا ، قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء
لا نخلة ، لا ناقة
لا وتد ، لا خنجر
لا هند ، لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
فلا اللذين يشربون النَّفْطَ يعرفوننا
و لا اللذين يشربون الدمع و الشقاء ..
ـ 3 ـ
معتقلون ..
داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون ..
داخل الحزن ، و أحلى ما بنا حزننا
مراقبون نحن في المقهى .. و في البيت ..
و في أرحام أمهاتنا ..
حَيْثُ تَلَفَّتْنَا ، وجدنا المخبر السري في انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام في فراشنا
يعبث في بريدنا
ينكش في أوراقنا
يدخل من أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا مقطوع
ورأسنا مقطوع
و خبزنا مبلل بالخوف و الدموع ..
إذا تظلمنا إلى حامي الحمى
قيل : لنا ممنوع
و إن تضرعنا إلى رب السما
قيل لنا : ممنوع ..
و إن هتفنا :
يا رسول الله ، كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
و إن طلبنا قلما
لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقا
غيروا الموضوع ..
ـ 4 ـ
يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التي تسير نحو الهاوية
لا أحد من مُضَرٍ .. أو من بني ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغرق بالنزيف
زجاجة من دمه ..
أو بوله الشريف ! !
لا أحد .. على امتداد هذه العباءة المرقعة ..
أهداك يوما معطفا أو قبعة ..
يا وطني المكسور مثل عشبة الخريف ..
مُقْتَلِعُون نحن كالأشجار من مكاننا ..
مُهَجَّرُون من أمانينا ، و ذكرياتنا ..
عيوننا تخاف من أهدابنا
شفاهنا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجري الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا ..
و لا رُعاع البادية
و لا أبو الطيب يستضيفنا
و لا أبو العتاهية
إذا ضحكنا لِعَلِيٍّ مرة ..
يقتلنا معاوية
ـ 5 ـ
مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت .. إلى بحر العرب ..
لا الفاطميون ، و لا القرامطة
و لا المماليك .. و لا البرامكة
و لا الشياطين ، و لا الملائكة
و لا أحد يريدنا
في المدن التي تقايض البترول بالنساء ،
و التاريخ بالقروش ، و الإنسان بالذهب
وشعبها يأكل من نِشَارَة الخشب ! !
لا أحد يريدنا
في مدن المقاولين ، و المضاربين ، و المستوردين ،
و المصدرين ، و الملمعين جزمة السلطة ،
و المثقفين حسب المنهج الرسمي ،
و المستأجَرين كي يقولوا الشعر ،
و المقشرين اللوز ، و التفاح للملوك ،
و المقدمين للأمير عندما يأوي إلى فراشه
قائمة بأجمل النساء ..
و الموظفين في بلاط الجنس ..
و المهرِّجِين ..
و المخنَّثين ..
و المخوِّضين في دمائنا حتى الركب
لا أحد يقرؤنا
في مدن الملح التي تذبح في العام
ملايين الكتب ..
لا أحد يقرؤنا
في مدن ..
صارت بها مباحث الدولة
عرَّابَ الأدب
ـ 6 ـ
مسافرون نحن في سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
و شيخنا قرصان
مكوَّمون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا امرأة تقبلنا
كل الجوازات التي نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان ..
مسافرون خارج الزمان و المكان
مسافرون ضيعوا نقودهم ..
و ضيعوا متاعهم ، وضيعوا أبناءهم
و ضيعوا أسماءهم ، وضيعوا انتماءهم ..
و ضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ، و لا بنو قحطان
و لا بنو ربيعة ، و بنو شيبان
و لا بنو ( لينين ) يعرفوننا .. و لا بنو ( ريغان )
يا يوطني : كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحرية
فهي تموت خارج الأوطان ...
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق
و موتى دونما كفن
نحن بغايا العصر .. كل حاكم
يبيعنا ، ويقبض الثمن ! !
نحن جواري القصر ، يرسلوننا
من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من هالك لهالك
من وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن عائلة تعيلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
و حولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم ، وشاخوا
و هم يفتشون في المعجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبير ..
تدعى الوطن
ـ 2 ـ
مواطنون نحن في مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعمنا ، شرابنا
عاداتنا ، راياتنا
صيامنا ، صلاتنا
زهورنا ، قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء
لا نخلة ، لا ناقة
لا وتد ، لا خنجر
لا هند ، لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
فلا اللذين يشربون النَّفْطَ يعرفوننا
و لا اللذين يشربون الدمع و الشقاء ..
ـ 3 ـ
معتقلون ..
داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون ..
داخل الحزن ، و أحلى ما بنا حزننا
مراقبون نحن في المقهى .. و في البيت ..
و في أرحام أمهاتنا ..
حَيْثُ تَلَفَّتْنَا ، وجدنا المخبر السري في انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام في فراشنا
يعبث في بريدنا
ينكش في أوراقنا
يدخل من أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا مقطوع
ورأسنا مقطوع
و خبزنا مبلل بالخوف و الدموع ..
إذا تظلمنا إلى حامي الحمى
قيل : لنا ممنوع
و إن تضرعنا إلى رب السما
قيل لنا : ممنوع ..
و إن هتفنا :
يا رسول الله ، كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
و إن طلبنا قلما
لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقا
غيروا الموضوع ..
ـ 4 ـ
يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التي تسير نحو الهاوية
لا أحد من مُضَرٍ .. أو من بني ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغرق بالنزيف
زجاجة من دمه ..
أو بوله الشريف ! !
لا أحد .. على امتداد هذه العباءة المرقعة ..
أهداك يوما معطفا أو قبعة ..
يا وطني المكسور مثل عشبة الخريف ..
مُقْتَلِعُون نحن كالأشجار من مكاننا ..
مُهَجَّرُون من أمانينا ، و ذكرياتنا ..
عيوننا تخاف من أهدابنا
شفاهنا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجري الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا ..
و لا رُعاع البادية
و لا أبو الطيب يستضيفنا
و لا أبو العتاهية
إذا ضحكنا لِعَلِيٍّ مرة ..
يقتلنا معاوية
ـ 5 ـ
مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت .. إلى بحر العرب ..
لا الفاطميون ، و لا القرامطة
و لا المماليك .. و لا البرامكة
و لا الشياطين ، و لا الملائكة
و لا أحد يريدنا
في المدن التي تقايض البترول بالنساء ،
و التاريخ بالقروش ، و الإنسان بالذهب
وشعبها يأكل من نِشَارَة الخشب ! !
لا أحد يريدنا
في مدن المقاولين ، و المضاربين ، و المستوردين ،
و المصدرين ، و الملمعين جزمة السلطة ،
و المثقفين حسب المنهج الرسمي ،
و المستأجَرين كي يقولوا الشعر ،
و المقشرين اللوز ، و التفاح للملوك ،
و المقدمين للأمير عندما يأوي إلى فراشه
قائمة بأجمل النساء ..
و الموظفين في بلاط الجنس ..
و المهرِّجِين ..
و المخنَّثين ..
و المخوِّضين في دمائنا حتى الركب
لا أحد يقرؤنا
في مدن الملح التي تذبح في العام
ملايين الكتب ..
لا أحد يقرؤنا
في مدن ..
صارت بها مباحث الدولة
عرَّابَ الأدب
ـ 6 ـ
مسافرون نحن في سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
و شيخنا قرصان
مكوَّمون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا امرأة تقبلنا
كل الجوازات التي نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان ..
مسافرون خارج الزمان و المكان
مسافرون ضيعوا نقودهم ..
و ضيعوا متاعهم ، وضيعوا أبناءهم
و ضيعوا أسماءهم ، وضيعوا انتماءهم ..
و ضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ، و لا بنو قحطان
و لا بنو ربيعة ، و بنو شيبان
و لا بنو ( لينين ) يعرفوننا .. و لا بنو ( ريغان )
يا يوطني : كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحرية
فهي تموت خارج الأوطان ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire